تولى عمر رضي الله عنه الخلافة، وكان قد سمي قديماً: الفاروق، أي: الذي فرق الله بإسلامه بين الحق والباطل.
فنعم ما صار، ولما تولى الخلافة بحزم عند ذلك ضبط الخلافة وضبط البلاد ووالى الجيوش التي يرسلها لغزو الكفار، وفتحت في عهده جميع بلاد الشام ومصر والعراق، وأكثر بلاد إيران، وكثير من بلاد أفريقيا، والكثير من بلاد الهند والسند أو ما حولها، كل ذلك بحزمه رضي الله عنه، وقتل في زمانه خليفة الفرس الذي يقال له: يزدجرد، كل ذلك في ظرف هذه المدة القصيرة التي هي مدة ثلاث عشرة سنة.
ثم تسلط عليه أبو لؤلؤة فقتله وهو في المحراب، فجعل رضي الله عنه الخلافة شورى بين ستة من الصحابة، ولم يجعل منهم سعيد بن زيد لكونه ابن عمه.