إيهٍ أبا جعفرٍ وللدّهر كرّم ... اتٌ وعما يريب متّسع
أرسلت ليثاً على فرائسه ... وأنت منها فانظر متى تقع
لمّظته قوته وفيك له ... إذا تقضّت أقواته شبع
وقد كان أحمد بن أبي دواد حمل الواثق على الإيقاع بابن الزيات، وأمر علي بن الجهم فقال فيه أرجوزة:
هارون يا بن سيد السادات ... أما ترى الأُمور مهملات
تشكو إليك عدم الكفاة!
فهم الواثق بالقبض عليه وقال: لقد صدق قائل هذا الشعر، ما بقي لنا كاتب! فطرح نفسه على إسحق بن إبراهيم، وكانا مجتمعين على عداوة ابن أبي دواد، فقال للواثق: أمثل ابن الزيات مع خدمته وكفايته يفعل به هذا، وما جنى عليك ولا خانك، وإنما دلك على خونة أخذت ما اختانوه فهذا ذنبه! وبعد، فلا ينبغي لك أن تعزل أحداً حتى تعد لمكانه جماعة يقومون مقامه، فمن لك بمن يقوم مقامه؟ فمحا ما كان في نفسه عليه ورجع له.