وحكي أن الواثق أصلح بين ابن الزيات وابن أبي دواد، فكف محمد عن ذكر ابن أبي دواد، وجعل هو يخلو بالواثق فيغريه، وكان فيما أبلغه عنه أنه قد عزم على الفتك به والتدبير عليه، إلى أن قبض على ابن الزيات، ثم أطلقه بعد مدة وأعاده إلى حاله، وقبض الواثق عليه ليس بمشهور، لأنه من خلفاء العباسيين الذين لم ينكبوا وزيراً، وهم قليل كالهادي والأمين قبله، والمعتضد والمكتفي بعده.
لم يكن في دار المأمون حدثٌ أحسن خطاً من سليمان، ولا آدب من أخيه الحسن؛ وكتب لإيتاخ التركي في أيام المعتصم، فكان السبب في عتقه، فتبرك به وفوض إليه أمره كله. وما زال يعلو بعلوه، فسعى ابن الزيات إلى الواثق به وبأحمد بن الخصيب، وكان يكتب لأشناس التركي، ورفع قصيدة نسبها إلى بعض أهل العسكر، وقيل إنه صنعها في الإغراء بهما، من أبياتها: