جعلت رجاء العفو عذراً وشبته ... بهيبة إمّا غافرٍ أو معاقب
وكنت إذا ما خفت حادث نبوةٍ ... جعلتك حصناً من حذار النوائب
فأنزل بي هجرانك اليأس بعد ما ... حللت بوادٍ منك رحب المشارب
أظلّ ومرعاي الجديب مكانه ... وآوي إلى حافات أكدر ناضب
ولم يثن عن نفسي الردى غير أنّها ... تثوب لباقٍ من رجائك ثائب
هي النفس محبوسٌ عليك رجاؤها ... مقيدة الآمال دون المطالب
وتحت ثياب الصبر منّي ابن لوعةٍ ... يظلّ ويمسي مستكنّ الجوانب
فنىً ظفرت منه الليالي بزلّةٍ ... فأقلعن منه داميات المخالب
حنانيك إني لم أكن بعت عزةً ... بذلٍ، وأحرزت المنى بالمواهب
فقد سمتني الهجران حتّى أذقتني ... عقوبة زلاّتي وسوء مناقبي
فهأنا مقصىً في رضاك وقابضٌ ... على حدّ مصقول الغرارين قاضب
ومنتزحٌ عمّا كرهت وجاعلٌ ... هواك مثالاً بين عيني وحاجبي
وقال أيضاً:
رحل الرجاء إليك مغترباً ... حشدت عليه نوائب الدهر