كان ممن جمع له البيان والخطابة والشعر الجيد والرسائل الفاخرة.
قال ابن عبد ربه: بلغني أن صديقاً لكلثوم العتابي أتاه يوماً فقال له: اصنع لي رسالة؛ فاستمد مدةً، ثم علق القلم، فقال له صاحبه: ما أرى بلاغتك إلا شاردةً عنك فقال له العتابي: إني لما تناولت القلم تداعت علي المعاني من كل جهة، فأحببت أن أترك كل معنى حتى يرجع إلى موضعه ثم أجتني لك أحسنها.
وهذا كما روي أن ابن المقفع كان كثيراً ما يقف قلمه، فقيل له في ذلك فقال: إن الكلام يزدحم في صدري، فيقف قلمي لتخيره! وسعي بالعتابي إلى الرشيد فخافه، فهرب إلى بلاد الروم، فقال يعتذر، وهو مشبه في حسن الاعتذار بالنابغة الذبياني: