ردت إليك ندامتي أملي ... وثنى إليك عنانه شكري
وجعلت عتبك عتب موعظةٍ ... ورجاء عفوك منتهى عذري
فعفا عنه الرشيد؛ ومن جيد مدحه فيه:
إمامٌ له كفٌ يضمّ بنانها ... عصا الدّين ممنوعاً عن البري عودها
وعينٌ محيطٌ بالبريّة طرفها ... سواءٌ عليها قربها وبعيدها
وله فيه أيضاً:
رعى أُمّة الإسلام فهو إمامها ... وأدّى إليها الحقّ فهو أمينها
مقيمٌ بمستنّ العلا حيث تلتقي ... طوارق أبكار الخطوب وعونها
ومن بديع الاعتذار قول إبراهيم بن المهدي للمأمون:
يا خير من وخدت به شدنيّةٌ ... بعد الرسول لآيسٍ أو طامع
لم أدر أنّ لمثل جرمي غافراً ... فظللت أرقب أيّ حتفٍ صارع
والله يعلم ما أقول فإنّها ... جهد الأليّة من مقرٍ باخع
ما إن عصيتك والغواة تمدّني ... أسبابها إلاّ بنيّة طائع