اعتاب الكتاب (صفحة 218)

برّح بي الشوق إلى حضرةٍ ... ليس لمن وفّق عنها براح

وهمت فيها باقترابٍ فلم ... تثمر لي الأقدار غير انتزاح

لا زلت والزلاّت شأن الورى ... تهتزّ للصفح اهتزاز الصّفاح

فما راعني غير الأمان تسفر فيه البشراء، والانصاف من الزمان تبشر به السفراء، في وقت زان مطلعه سعيداً، وكان مقدمه قبل العيد عيداً، فقلت مستقصراً سرفي لقصد الإغضاء، ومستحقراً لوامي بشكر اليد البيضاء:

قابلت نعماك بالسّجود ... لله من عطفةٍ وجود

ولم أجد للحياة عدماً ... وفي وجود الرضى وجودي

قد وصل الأمن والأماني ... بعد المضادّة والصدود

فإن أكن قبل في صبوبٍ ... فهأنا اليوم في صعود

نبّهت بالعفو عن خمولي ... وكنت للهفو في خمود

هذا ظهوري من التّواري ... هذا نشوري من الهمود

لا وحشةٌ للوعيد عندي ... أزاحها الأُنس بالوعود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015