اعتاب الكتاب (صفحة 198)

أميرهم، فلم يكن إلا لمحة بارق، أو خلسة مسارق، حتى استلحمت السيوف أحزاب الضلال، وتبرأ منهم رجيمهم المغرور تبرؤ من كان وعدهم بالمحال، فقتلوا مئين وعشرات وآحاداً، وفر غويهم الشقي جريحاً لم يصحبه من ذلك الجم إلا فرادى، وامتلأت الأيدي من غنائمهم فهي تشل في حزن وسهل سوقاً وطراداً، وكفلت الموحدين عناية الله تعالى، فلم ينل العدو منهم نيلاً، ولم يمل الضرر عليهم ميلاً، بل أشوت سهامه، وخاب والحمد لله أمله ومرامه، ولم يبق من هذا العدو إلا ذماء، ولقد ظل بعد هذه الوقيعة لا تحميه مع العرب أرض ولا سماء، فإنه أتى في هذه الحركة منهم بمن لم يطر له قبل بجناب، واستهوى بحبالاته الكاذبة وآماله الذاهبة من عاد لأرضه بجريعة الذقن ولم يعد شاب ولا تاب، وترك الحلائل في المحامل تتوزعها أيدي الناهبين فلا تدركه حفيظة الانتهاب، وطالعناكم بهذه المسرة العظمى والموهبة الكبرى عشي اليوم المشهود والوقت المحمود، لتحمدوا الله بجميع محامده وتشكروه، وتذيعوا بلاءه الجميل لكم ولكافة المسلمين على أيدي أوليائهم الموحدين وتنشروه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015