وأعمى عينٍ أهدى من قطاةٍ ... وشدّ بمثل مفحصها وثاقه
إذا صار الهلال إلى كمالٍ ... وتمّ بهاؤه فأرقب محاقه
وإنّ عبوس هذا الدهر يأتي ... على أثر البشاشة والطّلاقه
أضاع الدهر مني علق فهمٍ ... إذا نظر المميّز منه راقه
وأيّ فتى لتقديم الأيادي ... لديه وأيّ عبدٍ للعتاقه!
وقوله:
وخلٍّ يسلّيني على بعد داره ... ويكشف من كرب المشوق المتيّم
ودادي موقوفٌ عليه وخلّتي ... وفكري مشغولٌ به وتوهمي
على أنني من ضيق سجني وحيلتي ... بليت كما حدّثت عن حفش أيّم
أُجانب فيه ذكر خلّي كرامةً ... وأخجل من طيف الخيال المسلّم
أرى نوب الدنيا تروح وتغتدي ... فمن فرحٍ ناءٍ وهمٍّ مخيّم
إذا شئت إسعاف الزمان وعطفه ... فبادر بدار المسرع المتغنّم
وناد بيا يحيى يحيّك بالمنى ... وثنّ بإسماعيل تسم وتعظم
بعطفة ذي المجدين أرجو من الردى ... خلاصي ولو أُلقيت في شدق أرقم