نكبه المأمون بن ذي النون، واعتقله مع جماعة من النبهاء بوبذة من أعمال حضرة طليطلة، فكتب إليه رسالة في صفة السجن والمسجون، والحزن والمحزون دلت على مكانه من العلم والأدب والحفظ، وأودعها ألف بيت من شعره في الأستعطاف، منها قوله:
أزاح الدهر حلو الماء عني ... على ظمأٍ وأسقاني زعاقه
وبالمرجوّ إن أظفر به من ... رضا المأمون يحلي لي مذاقه
وناس لفّني بهم شقاءٌ ... ألمّ فزمّ في ساقي سباقه
ولم يك لي بذاك العير عيرٌ ... ولا بقطيع ذاك الذّود ناقه
وربّتما استحال السعد نحساً ... فذاق المعتدي ممّا أذاقه