اعتاب الكتاب (صفحة 175)

وقد قال الآخر:

وإنّك لن ترى طرداً لحرٍّ ... كإلصاقٍ به طرف الهوان

وأيم الله لقد صبرت حتى عذرت، وأقمت حتى تهدمت، ومبلغ نفس عذرها مثل منجح، وأنا أستودع مولاي ودائع أقمن بحرمه، واعتصمن بذممه، وأوين إلى ظله، ولبسن أثواب فضله، وأستودعه استيداع من عظم وجده لبعاده، وخلف بين يديه فريقاً من فؤاده، وإني حيث خيمت، وأين يممت، لعبد شاكر ومعتقد نعمة ناشر، لا أفتر ولا اني، ولا أرتدع ولا أنثني، وحسبي بما سينهى إلى مولاي عني، وينمى إليه على قرب الدار وبعدها مني، وكذلك يعلم الله حسن ذكري لأكابره الجلة، وخلصائه العلية، وأسأل الله قبل وبعد أن يجزي بالنيات، ويقارض على المقامات، وأقول قول الموجع: بعد الزمن قطع مني عصمتي، وأدال لديك حرمتي؛ وأول هذه الرسالة:

قدر الله واردٌ ... حين يقضى وروده

فأرد ما يكون إن ... لم يكن ما تريده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015