السن التي نكب فيها، فوافق ذلك ما قال! ثم قال: شفعت أُخت المعز فيه فعفا عنه وخلع عليه وأُعطي للوقت بعض ضياع أبيه، وفي هذه النكبة يقول محمود:
وإخوانٍ تخذتهم دروعاً ... فكانوها ولكن للأعادي
حسبتهم سهاماً صائباتٍ ... فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا قد صفت منّا قلوبٌ ... لقد صدقوا ولكن من ودادي
كتب للمنصور أبي الحسن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن أبي عامر صاحب بلنسية، وكان معه على بلاغته وبيانه وتقدمه في غير ذلك من العلوم كما وصف في رسالته إليه عند انفصاله عنه، يرققه على أهله وأبنائه: ولما تيقنت أن حالي لا ترم، وأن شعثي لا يلم، أبديت العزمة وأكدت الرغبة، وأخلق بمن نبذ نبذ النوى، وطرح طرح القذى، أن يشتد استيحاشه، ولا يطمئن جأشه؛ ووالله لولا اليأس ما تحركت، ولو انقطاع الرجاء لتماسكت، وهو الذي تشهد لي به العقول ويقضي علي به التحصيل، ولن ترى طارداً للحر كالياس.