على السائر أن يأخذ حذره .. ويتدرب المرة بعد المرة .. ويحاول ويعيد , ثم يحاول ويعيد حتى ينجح في ترويض نفسه على عبور تلك الجسور.
وبعد - أيها السائر الحبيب -: فيا سعادة من جاهد تلك الافات .. نعم: انها أشواك , لكنها أشواق يستشعر فيها السائر لذة الألم لله .. واحتساب الاجر من الله .. فدس الشوك وسر إلى الله.
فقد اقتضت سنة الخالق أن العسل لا يحصل عليه الا بلسع النحل .. فما كان للمسافر إلى الله أن يحصل على ما يفيده في طريق وصوله الا بشىء من المكابدة والعسر.
يقول ابن القيم - عليه رحمة الله -:
" وما أقدم أحد على تحمل مشقة عاجلة الا لثمرة مؤجلة , فالنفس موكلة بحب العاجل , وإنما خاصة العقل: تلمح العواقب , ومطالعة الغايات , وأجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم , وان من رافق الراحة حصل على المشقة وقت الراحة في دار الراحة , فان على قدر التعب تكون الراحة ".