تمهيد: ومضات على طريق السير إلى الله
اعلم أخى الحبيب أن للسير إلى الله أصولا وضوابط وثمة أمر مهم وهو أن للسائرين إلى الله هم المصطفون من خلق الله، قال تعالى " ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ " (فاطر 32). فكلهم مصطفون مختارون لسلوك هذا الطريق .. فإن سلكت فأبشر، ولكن انضبط واشكر كي لا تطرد.
ومن سنة البشر في حياتهم أن الطريق لا يمكن أن تسلك الا بعلامات للاهتداء وإشارات للمسير توضح المراحل وتدفع المخاطر وتسهل اجتياز العقبات وتيسر قطع الفلوات، وقد تكون هذه العلامات سمعية أو بصرية كما أنها قد تكون للتوضيح والإرشاد أو للتنبيه والاعتراض. وهكذا فإن المسافر في طريق الوصول إلى الله يحتاج إلى التوعية والتنبيه بمواعظ هى إشارات ساطعة في دربه الطويل وتنبيهات تقيه شر المنعطفات.
وهذه الطريق - أيها الأخ الكريم - تحتاج إلى علم مهم جدا