نفسك بخطوة تصل إلى المطلوب , فلابد من عبور جسر النفس , شهواتها , ملذاتها , أهوائها , آمالها .. لابد أن تعبر مرحلة " نفسى وما تشتهى " لتصل عبر جسر نفسك إلى ما يرضى ربك.
ويزيدك بصيرة في الامر قول ابن القيم - رحمه الله - في طريق الهجرتين:
" وكلما سكنت نفسه من كلال السير ومواصلة الشد والرحيل , وعدها قرب التلاقى وبرد العيش عند الوصول , فيحدث لها ذلك نشاطا وفرحا وهمة فهو يقول: يا نفس أبشرى فقد قرب المنزل ودنا التلاقى فلا تنقطعى في الطريق دون الوصول فيحال بينك وبين منازل الأحبة , فان صبرت وواصلت السير وصلت حميدة مسرورة جزلة وتلقتك الأحبة بأنواع التحف والكرامات , وليس بينك وبين ذلك الا صبر ساعة , فان الدنيا كلها لساعة من ساعات الاخرة وعمرك درجة من درج تلك الساعة , فالله الله لا تنقطعى في المفازة , فهو - والله - الهلاك والعطب لو كنت تعلمين.
فإن استصعبت عليه فليذكرها ما أمامها من أحبابها , وما لديهم من الاكرام والانعام , وما خلفها من أعدائها وما لديهم من الاهانة والعذاب وأنواع البلاء , فان رجعت فإلى أعدائها رجوعها , وان تقدمت فإلى أحبابها مصيرها , وان وقفت في طريقها أدركها أعداؤها. فانهم وراءها في الطلب. ولابد لها من قسم من هذه الاقسام الثلاثة فلتختر أيها شاءت