بزيت الاخبات والا تعلقت بهم تلك الموانع , وتشبثت بهم تلك القواطع وحالت بينهم وبين السير.

فان أكثر السائرين فيه رجعوا على اعقابهم لما عجزوا عن قطعه واقتحام عقباته , والشيطان على قلة ذلك الجبل يحذر الناس من صعوده وارتفاعه ويخوفهم منه. فيتفق مشقة الصعود وقعود ذلك المخوف على قلته وضعف عزيمة السائر ونيته فيتولد من ذلك: الانقطاع والرجوع والمعصوم من عصمه الله. وكلما رقى السائر في ذلك الجبل اشتد به صياح القاطع وتحذيره وتخويفه , فاذا قطعه وبلغ قلته انقلبت تلك المخاوف كلهن أمانا , وحينئذ يسهل السير , وتزول عنه عوارض الطريق ومشقة عقباتها ويرى طريقا واسعا آمنا يفضى به إلى المنازل والمناهل , وعليه الاعلام وفيه الاقامات , قد أعدت لركب الرحمن.

فبين العبد وبين السعادة والفلاح: قوة عزيمة وصبر ساعة وشجاعة نفس وثبات قلب , والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ".

فالنفس أمارة بالسوء , داعية إلى المهالك طامحة إلى الشهوات ولذا فهى أيضا جسر لابد من عبوره .. أتى رجل إلى أبى على الدقاق فقال: قطعت إليك مسافة , فقال: ليس هذا الامر بقطع المسافات , فارق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015