من نعمة جسيمة ومنة عظيمة تجنى من قطوف الابتلاء والامتحان ".
وللمحن في هذا الطريق خصائص ومميزات , فكما أن المسلم يجب ألا ينفك عن عبادة ما .. " قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " (الانعام: 162) فلابد أن يكون شعوره بالابتلاء هكذا: أنه في عبادة يدوم معه في كل حركاته وسكناته حتى يستصحب نية العبد على البلاء واحتساب الاجر عند السميع البصير " الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ " (الشعراء: 218 - 219).
وهذا الجسر خطير .. جسر الابتلاء .. فان كثيرا من السالكين ضعفت قوته عن عبوره فرجع القهقرى وترك الطريق.
ثم يطالعك جسر اخر على الطريق .. وهو النفس - نعوذ بالله تعالى - من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
يقول ابن القيم في المدارج:
" فالنفس جبل عظيم شاق في طريق السير إلى الله - عز وجل - وكل سائر لا طريق له الا على ذلك الجبل , فلابد أن ينتهى إليه , ولكن منهم من هو شاق عليه , ومنهم من هو سهل عليه , وانه ليسير على من يسره الله عليه.
وفى ذلك الجبل أودية وشعوب وعقبات ووهود وشوك وعوسج وعلّيق وشبرق , ولصوص يقتطعون الطريق على السائرين ولا سيما اهل الليل المدلجين , فاذا لم يكن معهم عدد الايمان ومصابيح اليقين تتقد