للتوسل به في محطات الطريق ومطباته , كما توسل الذين أووا إلى الغار - فانطبقت عليهم الصخرة - بخبايا اعمالهم الخالصة.
واخر الزاد الصبر .. الصبر في الطريق .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. " السفر قطعة من العذاب " متفق عليه: (البخارى: 1804 , ومسلم: 1927) .. فاذا كان سفر الدنيا يسبب المشقه والتعب فكيف بسفر الاخرة الذي فيه اللاواء والنصب!! قال الله تعالى " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ " (البلد:4).
قال الفخر الرازى: في الكبد وجوه:
اما الأول: اى خلقناه اطوارا كلها شدة ومشقة , تارة في بطن الام , ثم زمان الارضاع , ثم اذا بلغ ففى الكد في تحصيل المعاش , ثم بعد ذلك الموت.
واما الثانى: وهو الكبد في الدين , فقال الحسن: يكابد الشكر على السراء , والصبر على الضراء , ويكابد المحن في اداء العبادات.
واما الثالث: وهو الاخرة فالموت هو مساله الملك وظلمة القبر ثم البعث والعرض على الله إلى ان يستقر به القرار اما في الجنة واما في النار.
واما الرابع: وهو ان يكون اللفظ محمولا على الكل فهو الحق , وعندى فيه وجه اخر , وهو انه ليس في هذه الدنيا لذة البتة , بل ذاك نظن انه لذة فهو خلاص عن الالم , فان ما يتخيل من اللذة عند الاكل فهو