خلاص عند ألم الجوع , وما يتخيل من اللذات عند الملبس فهو خلاص عن ألم الحر والبرد , فليس للانسان الا ألم أو خلاص عن ألم وانتقال إلى اخر , فهذا معنى قوله تعالى:" لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ " (البلد: 4).

فاعلم - ايها الحبيب - ان الله يختبر عبيده بالصبر , حتى تظهر جواهرهم , كما حصل للانبياء.

" وهذا نوح عليه السلام يضرب حتى يغشى عليه ثم بعد قليل ينجو في السفينه ويهلك اعداؤه وهذا الخليل يلقى في النار ثم بعد قليل يخرج إلى السلامة وهذا الذبيح يضجع مستسلما ثم يسلم ويبقى المدح وهذا يعقوب عليه السلام يذهب بصره بالفراق ثم يعود بالوصول وهذا الكليم عليه السلام يشتغل بالرعى ثم يرقى إلى التكليم ".

والصبر دواء وقد قال العلماء في تعريفه: حبس للقلب عن التسخط , وحبس اللسان عن الشكوى فالطريق طويلة والمآسى على الطريق كثيرة والعلاج الصبر , فان المنبت لا ارضا قطع وظهرا ابقى .. وما تباينت منازل اصحاب الهمم الا بتباينهم بطول الصبر حتى نهاية الطريق , فتزود ايها السائر.

وبعد: - فيا سعادة من استفاد من هذه البروق والانوار واستلهم من تلك الاشارات والتنبيهات , فعرف الطريق , وأبصر المسار وكان نعم المسافر في قافلة المؤمنين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015