موثق عما قليل يخرب , وكم مقيم مغتبط عما قليل يظعن فاحسنوا - رحمكم الله - منها الرحلة , فاحسن ما يحضر بكم من النقله , وتزودوا فان خير الزاد التقوى , انما الدنيا كفيء ظلال قلص فذهب , بينما ابن ادم في الدنيا منافس .. ان الدنيا لا تسر بقدر ما تضر , انها تسر قليلا , وتجر حزنا طويلا " .. اخوتاه , هنيئا لمن تزود من الدنيا إلى الاخرة ومن المحطة العاجلة إلى المحطة الاجلة , من ضيق المعاش إلى سعه المعاد ومن دار الرحيل إلى دار البقاء.
اما الإخلاص فنبأه عجيب وخطره عظيم .. وهو زادك الرابع الذي لا يصلح هذا الطريق الا به وهو اساس التزود ومنتهاه .. وحصر الوصول في المخلصين , قال الله تعالى:" قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ " (ص: 82 - 83).
ومعلوم ان الإغواء للغاوين الذين عرفوا الطريق فلم يسلكوها .. فالناس ثلاثة:
راشد وضال وغاو , فالراشد من عرف الطريق وسلكها , والضال من لم يعرف الطريق فضل عنها والغاوى هو الذي عرف الطريق ولم يسلكها .. فالإخلاص زاد خطر فتزود ايها السائر.
ومن الزاد خبيئة .. خبيئة من عمل صالح لم يطلع عليها بشر , يصلح