الصناعية تملأ الفضاء، والقنوات الإعلامية تُغطّي السماء والأرض، وتصل بالثقافات الغربيّة إلى مَخادع الأُسَر.
ولكنّ المراد: أن تكون هناك غربلةٌ للثقافة الواردة، فيُقبل منها ما يتلاءم مع ثوابت الإسلام وخصائصه، ويتوافق مع الأعراف والتقاليد الإسلامية. فثقافة العلوم والمخترَعات والتقنيات الحديثة واجب على المسلمين شرعاً: أن ينتفعوا بها، ويتعلّموها ويتثقّفوا بها، وكذلك سائر الصناعات الحديثة وكل وسائل التكنولوجيا المتقدِّمة.
أما ثقافة الإلحاد والانحلال، وثقافة الأدب الهابط والفنّ المبتذل، وثقافة الإغراق في المادِّيّات والشهوات، فهي ممنوعة يجب أن توصد في وجْهها الأبواب، ويُرْكل دُعاتُها بالأقدام، لأن هذه ثقافة إشاعة الفاحشة.
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}.
الفرْق بين الثقافة الإسلامية والثقافة الغربيّة:
1 - تختلف جذور الثقافة الإسلامية في أصل نشأتها وتطوّرها عن الثقافات الأخرى، ولا سيما الغربية منها.
فالثقافة الإسلامية تُمثّل ثقافة الفطرة الإنسانية التي خلَق الله الخلْق عليها؛ فهي ثقافة تصون وتحفظ ضروريّات الإنسان الخمْس: الدِّين، النّفس، العقل، النّسل، المال.
فشرائع الإسلام ونُظمه، ونصوصه المقدّسة من الكتاب والسُّنّة، وفكْر سلف الأئمة، يكوِّن الوعاء الثقافيّ لفكْر الأمّة وسلوكها نحو المحافظة على هذه الضروريات الخمْس.