2 - الشخص يكتسب الثقافة باعتباره عضواً في المجتمع؛ فالحياة الاجتماعية تصبح مستحيلة دون وجود التّفاهم والممارسات المتبادَلة التي يشترك فيها الناس جميعاً، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهَ أَتْقَاكُمْ}.
3 - إن الثقافة كلٌّ مُعقّد، تتمثّل وحداته فيما يُسمَّى: بـ"الملامح والسِّمات الثقافية"، وتسمَّى المجموعات الثقافية المتقاربة: "النمط الثقافي".
ويستخدم علماء الاجتماع أحياناً مصطلح "الثقافة الفرعية" إلى مجموعة السّمات الثقافية التي توجد في جماعة واحدة، كثقافة الدّعاة إلى الله، وثقافة الأطباء، وغيرهم ...
التّعدّديّة الثقافية:
تختلف المجتمعات عن بعضها البعض في مدى انفتاحها على ثقافة غيرها أو انغلاقها على ثقافة نفسها. وقد كان الانغلاق ممكناً قبل تقدّم وسائل الاتصالات والمواصلات، وتطوّر وسائل الإعلام تطوراً مذهلاً، حيث انتهى تقوقع الثقافات وانعزالها، وأصبحت كلّ أمّة تخشى على ثقافتها من الغزو الثقافي الخارجي.
ويشهد العالَم الإسلاميّ غزواً ثقافياً واسعاً، وحِصاراً فكرياً مُدمِّراً، حيث سماؤه وأرضه مفتوحتان على مصاريعهما للثقافة الغربية، التي لا يمكن أن تتلاءم أو تتجانس أو تتعايش مع الثقافة الإسلامية، التي تقوم على وحي السماء ورسالات الأنبياء، وسلوك الأتقياء. ولذلك فإنّ أخطر ما تواجهه الثقافة الإسلامية: الدّعوة إلى حوار الأديان ولقاء الثقافات.
وليس معنى هذا: انغلاق الثقافة الإسلامية، ووصْد الأبواب في وجه الثقافات الوافدة والغازية؛ فهذا أمرٌ لم يَعُدْ ممكناً، ومنْعه أصبح مستحيلاً. فالأقمار