القرآن الكريم، ونبَّأ به الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقد صدق الله ورسوله فيما وقع أو سيقع، من أشراط وعلامات يوم القيامة.
وهي تمهيدٌ لأحداثِ وأهوالِ ذلك اليوم، وقد ذكرها القرآنُ الكريم، وتحدَّث عنها -صلَّى الله عليه وسلَّم-.
ويبدأ هذا اليوم العظيم بتغيُّر مظاهر الكون، وتبدُّل سننه، كما جاء في سور الانشقاق والتَّكوير والانفطار، وما يستتبع ذلك من: النَّفخ في الصور، والبعث، والحشر، والعرض، والحساب، والحوض والميزان، والصِّراط والجنَّة والنَّار.
هذه القضايا الغيبيَّة، لا يُقبل إيمانُ العبد، إلا بالتَّصديق بها، والتَّسليم والإذعان بما ورد بشأنها في القرآن والسنة، وهي جوهر الرِّسالات السَّماويَّة كلها، وإلى يوم القيامة تتوجَّه أعمال المسلم؛ لينالَ رضاء الله والفوز بالجنة، كما أنَّ الإيمان باليوم الآخر، يضع في النَّفس والعقل الضوابطَ الَّتي تصون الأفراد والجماعات، خوفاً من يوم الحساب، كما أنَّ التَّصديق بيوم الحساب يغرسُ في قلبِ المؤمنِ الأملَ بأنَّ ما فاته من حظوظ الدنيا؛ سيجد ما عند الله خير وأبقى منه، وأنَّ من ظَلَم العباد، وسعى في الأرض فساداً؛ سيلقى جزاء ما قدمت يداه. قال تعالى:
{قال أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُكْراً * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً} [الكهف:87 - 88].