اً بفعْل سيِّئةٍ فلَه حُكم الوساوس والخواطر المعفوّ عنها؛ فإن الله يتجاوز عنه ولا يُسجِّله على صاحبه، فضلاً وكرماً. والدليل على ذلك: ما روى الشيخان عن أبي هريرة -رضي الله-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يقول الله تعالى: إذا همّ عبْدي بحسَنة ولم يعملْها، كتبْتُها له حسَنة؛ فإنْ عمِلها، كتبتُها له عشْرَ حسَنات إلى سبعمائة ضِعف. وإذا همّ بسيِّئة فلم يعملْها، لم أكتب عليه؛ فإنْ عمِلها كتبْتُها سيِّئةً واحدة)).
وهكذا يبدو من تلك النصوص مدى الأهمِّيّة المترتِّبة على صدْق الّنية؛ إذ إن العمل الإنساني قبل أن يبرز إلى الوجود ويدخل حيّز التنفيذ يَمرّ بالمراحل التالية:
1 - توجّه النفس إلى العمل خيراً أو شراً.
2 - الرغبة في القيام به.
3 - الهمّ بالتنفيذ والتخطيط له.
4 - الإرادة الجازمة التي تدفع إلى التنفيذ.
5 - العقل الذي يقوم بالإعداد إلى كيفيّة التنفيذ والإعداد له.
6 - العزم والذي من خلاله يُقدم الإنسان على ما عزم عليه خيراً أو شراً.
هذه الخطوات وتسلْسُلها وتتابعها على النحو المذكور، جاءت في قصة يوسف -عليه السلام- مع امرأة العزيز.
وقد أشار إلى مراحل النّية ووجوب الصّدق فيها: الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه "إحياء علوم الدين" (4/ 410)، حيث قال عن مراحل النِّيّة:
الصّدق في النّية، ثم الإرادة، ثم الصّدق في العزم، ثم الصّدق في الوفاء بالعزم.