4 - تنكَّروا لموسى -عليه السَّلام- وجحدوا نجاتهم على يديه، وزعموا أنهم أوذوا من قبله ومن بعده.
5 - خِذلانهم له -عليه السلام- وقعودُهم عن نصرته في دخول الأرض المقدَّسة، وقد وصفهم الله بقسوة القلوب، وظمئهم إلى القتل وسفك الدِّماء، قال تعالى:
{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة:74] ولقد امتدت تلك القسوة لتنال أنبياءهم، فقتلوا كثيراً من الرُّسل، منهم زكريَّا ويحيى، وحاولوا قتل عيسى -عليه السلام- كما حاولوا أكثر من مرة قتلَ رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال تعالى عنهم:
{إِنَّ الَّذينَ يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاس فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آل عمران:21].
هذا هو حالُ اليهود مع موسى -عليه السلام، ومع العديد من أنبيائهم.
إنَّ التَّوراة الَّتي أنزلها الله على موسى -عليه السلام- قد ضاعت أصولُها، وفُقدت نصوصُها، لعوامل كثيرةٍ، منها:
1 - أنَّ الله تعالى لم يتكفَّل بحفظها، كما تكفَّل بحفظ القرآن الكريم، فتُركت لعوادي الزمن ولتقلبات الأيام، فطواها النسيان، وأزيلت معالمها.
2 - أنَّ اليهود بعد طول العهد بموسى -عليه السلام- وانقطاعِ صلتهم بالتَّوراة وتوافقاً مع طبائعهم المنحرفة؛ قاموا بوضع كتاب لهم نسبوه إلى موسى -عليه السلام- وأخذوا يزيدون فيه وينقصون حسب ما تمليه عليهم عقولُهم الضَّالَّة، قال تعالى:
{مِنَ الَّذينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [النساء:46].