مراحل الكتابين (التَّوراة والإنجيل) أولاُ اليهود
أولاً: اليهود:
لقد منَّ الله على اليهود برسالة موسى -عليه السلام- حتى أنقذهم المولى -سبحانه وتعالى- على يده من بطش فرعون وظلمه، قال تعالى:
{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} [الأعراف:137].
وأجرى الله لهم، على يد موسى -عليه السلام- الكثيرَ من النِّعَم، ومنحهم من الفضل، ما لم يعطه -سبحانه وتعالى- لأمَّةٍ من قبلهم، قال تعالى:
{يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة:40].
غير أنَّ أسباطَ بني إسرائيل، لم يكونوا أوفياءَ للعهد، وهذه طبيعتُهم منذ غدرهم بأخيهم يوسُف بن يعقوب بن إبراهيم -عليهم جميعاً الصَّلاة والسَّلام-، ظهر هذا واضحاً، خلال مواقفهم التَّالية، من موسى -عليه السلام-:
1 - طلبوا منه -عليه السلام- بمجرَّد تجاوزهم البحر ونجاتهم من فرعون، أن يجعل لهم آلهةً، كآلهة الأمم الوثنيَّة من حولهم، وقد أخبر القرآن الكريم عن ذلك.
2 - طلبوا من موسى -عليه السلام- أن يُرِيَهُم اللهَ جهرةً.
3 - انتهزوا َفترة ذهاب موسى لمناجاة ربِّه، والَّتي دامت أربعين يوماً، فأضلَّهم السامريُّ، واتخذ من حُلِيِّهِم عجلاً جسداً، انكبُّوا على تأليهه وعلى عبادته.