عليهم، والإجابة التَّي يُجيبون بها، ومن ذلك قوله تعالى:

{وَلَئِنْ سَالتَّهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ * اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * وَلَئِنْ سَالتَّهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} [العنكبوت:61 - 63].

لهذا، لم يلتفت القرآنُ الكريم إلى قضيَّة إثبات وجود الله، فهذا أمرٌ فطريٌّ لا يملك أيُّ عاقلٍ إنكارَه، وإنَّما ساق من الأدلَّة والشَّواهد ما تراه الحواسُّ وتدركه العقول وتلمسه القلوب، على وجوده المستمر الدائم، وقدرته -سبحانه وتعالى- قال تعالى:

{يعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ * وَقَالَ الَّذينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.

ممَّا سبق من الأدلة القرآنيَّة، يتبين أنَّ أولى الأسس التَّي قامت عليها دعواتُ جميع الأنبياء والمرسلين، إعادةُ البشر إلى الفطرة التَّي تُشعرهم بوجود الله، وتُوقظ في عقولهم وقلوبهم مظاهرَ هذا الوجود، من خِلال لفت البصر والبصائر، إلى آيات الله في الأنفس والآفاق.

ب- الأدلةُ المبثوثة في الكون:

بجانب المشاعر الفطريَّة، في داخل كيان الإنسان، والتَّي تنطق بوجود الله، أقام -سبحانه وتعالى- الشواهد والأدلة على وجوده من خلال آياته في الكون، فقد خلق الله الكون بنظام فريد وتناسق عجيب، فأنّى قلّب الإنسان بصره في صفحات الكون، يرى صنعَ الله الَّذي أتقن كلَّ شيء، ويرى آياتِه في الأنفس والآفاق، تَشهد بوجوده وتنطق بقدرته -سبحانه وتعالى-، مما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015