هذه الأمور وغيرُها تحجب القلوبَ عن محبَّة الله، فكان جزاؤها غضبَ الله على من اتّصف بهذه الصِّفات، وقد ذكرت سورةُ الإسراء من الآية الثانية والعشرين، إلى الآية السابعة والثلاثين الأمورَ التي حرَّمها الله وتُسبّب فسادَ القلب، وفقدانَ المشاعر، وفي نهاية الآيات قال تعالى:
{كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً} [الإسراء: 38].
2 - تلاوة القرآن الكريم:
تُرقِّقُ المشاعر، وتُهذِّب العواطف، كذلك نجدٌ القرآن الكريم، يذكر صفات المؤمنين بما يسمو بالعواطف، قال تعالى:
{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ} [محمد:15].
وبنفس الأسلوب المعجز، والبيان البلاغيِّ المُبهر، ينقل القرآنُ الكريم للحواسِّ والعقول والقلوبِ، مشاهدَ الكافرين والطُّغاة والظَّالمين، الذين قست قلوبُهم وتحجَّرت مشاعرُهم، كما جاء في سورة الحاقَّة، وفي سورة القلم، وفي كثيرٍ من السُّور.
3 - ذكر الله تبارك وتعالى:
وقد حفل القرآنُ الكريم بالآيات الكثيرة، الَّتي تُبيِّن اطمئنانَ القلوب بذكر الله تعالى، قال تعالى:
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال:2].
وقال تعالى:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].