هذا الحُبُّ لله ولرسوله -صلَّى الله عليه وسلم-، يجبُ أن يكونَ في مقدِّمة كل أنواع المحبوبات، وأن لا يُزاحمَه في قلب المسلم مُزاحمٌ من أعراض الدنيا، وكلِّ صنوف متاعها، قال تعالى:
{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة:24].
وحُبُّ الله ورسوله، يُزيل أغلفة القلوب، ويُذيب صدأ النُّفوس. ومن خلال الحبِّ الصادق المرتبط بصدق النِّيَّة وإخلاص العبادة، يشعر المسلم بحسن مذاق الإيمان وحلاوة الطاعة، وهو مذاقٌ وحلاوة معنوية، لا يعرف قدرَها ولا يستشعر سعادتَها، إلا من عاش في ظلال الإسلام، جاء في الصَّحيحين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ثلاثٌ من كنَّ فيه وجدَ حلاوةَ الإيمان: أن يكون اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه ممَّا سواهما، وأن يُحبَّ المرءَ لا يحبُّه إلا لله، وأن يكرهَ أن يعودَ في الكفر، كما يكرهُ أن يُقذف في النار)).
قال تعالى:
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران:21 - 22].
وقد عبَّر القرآنُ الكريم عن شدَّة حبِّ المؤمنين لله، فقال تعالى:
{وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} [البقرة:165].
هذا الحبُّ، إذا استقرَّ في وجدان المسلم وقلبه؛ فإنَّ الله يبادله حبَّاً بحبٍّ، وإنَّ حبَّ الله تهفو إليه القلوب، وتَتَطَّلعُ إليه النَّفوس، وينشرح به الصدر.