العربيَّة، وكانت هذه الجماعات تُغير على أطراف مملكته الغنيَّة الفَينة بعد الأخرى، وعُرفت هذه الجماعات باسم العرب، دون تحديد دقيق لنطق الكلمة أو شكلها، وذلك لعدم وجود الحركات والشكل في لغة الأشوريين القدماء.
عاش العرب في شبه الجزيرة في جماعات قبلية صغيرة، وكانوا يتبعون الكلأ والمرعى والمياه في شيء من عدم الاستقرار، رغم أنَّ لكل قبيلة أرضها الَّتي فَرضت عليها سلطانها، وبالإضافة إلى أن العرب عُرفوا بهذا الاسم لدى الآشوريين، فإنهم عُرفوا به أيضاً لدى اليونانيين والرومان.
فقد ذكرهم "سترابو" الَّذي عاش بين عامي (63 ق. م و 24م) في كتابه "الجغرافيا" فذكر شيئاً عن زيارته لبلاد العرب، كما ذكر أنهم كانوا يستخدمون جِمالهم، في نقل السلع التجاريَّة على الساحل الغربي للبحر الأحمر، مروراً بـ "سِيْنَا" ووصولاً إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط الشرقيَّة، ممَّا يؤكِّد على النَّشاط التِّجاريِّ العربيِّ منذ فجر التَّاريخ.
ثالثاً: أقسام العرب:
قسم مؤرِّخو العرب الأوائل، العربَ إلى ثلاثة أقسام، هي:
العرب البائدة، والعرب العاربة، والعرب المستعربة.
1: العرب البائدة:
يُراد بهم تلك القبائل العربيَّة الَّتي كانت تعيش في الجزيرة العربيَّة منذ أقدم العصور، ثم اندثرت لسبب من الأسباب، وقد اشتهرت من بينها أُمَّتان جاء ذكرهما في القرآن الكريم عدَّة مرَّات، وقصَّ علينا القرآن الكريم أنَّ هاتين الأُمَّتين -وهما عاد وثمود- قد أهلكهما الله -سبحانه وتعالى- فاندثرت عاد، بعد أن أرسل الله -عز وجل- عليها