ريحاً صرصراً عاتية استمرت سبع ليال وثمانية أيام حسوماً، وبذلك فنى معظمهم بسبب كفرهم وعنادهم وطويت أيامهم.
أما ثمود، فقد أرسل الله -سبحانه وتعالى- إليهم رسوله صالحاً -عليه السلام- ولكنهم كفروا؛ فأهلكهم الله بالطاغية، قال تعالى:
{فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ * وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} [الحاقة:4 - 8].
بالإضافة إلى عاد وثمود، هناك قبائل أخرى من العرب البائدة، وهي طسم وجديس والعماليق وجُرهم الأولى وغيرها، وكلُّ هذه القبائل لم تبق منها بقيَّة في الجزيرة العربيَّة، ومن بقي منها انتشر في البلاد دون أن يبقى له أثر.
2: العرب العاربة:
وهي تنتمي إلى يعرب بن قحطان، وهؤلاء أطلق عليهم مؤرخو العرب اسم القحطانيِّين، كما سمَّوهم أيضاً اليمنيِّين أو عربَ الجنوب، وكان موطنُهم الأصليُّ في جنوبيِّ الجزيرة العربيَّة، ولكن لظروف مختلفة منها الجفاف وانهيارُ سد مأرب، والبحث عن مكان أفضل، هاجر كثيرٌ منهم إلى أنحاء متفرقة من شبه الجزيرة، ومن أهم فروعهم الرئيسيَّة حمير وكهلان، وهما أبناء يعرب بن قحطان، ومنها تفرَّعت سائر القبائل اليمنيَّة.
3: العرب المستعربة:
ويُطلق عليهم العدنانيُّون والنِّزاريُّون والمعدِّيُّون، وهم الَّذين نشأوا حول بيت الله الحرام، وكانت قبيلة جُرهم أوَّلَ قبيلة حلَّت بمكة، واستأنست بهم هاجَر أم