ب- مجال الاقتصاد:
الجوانب الاقتصادية من الأمور الضرورية في حياة المجتمعات، وهي من أكبر عوامل الصّراع بين الأمم؛ فمن أجل الاقتصاد نشأت حروب، ودُمِّرت دُوَل، واندثرت حضارات.
الاقتصاد يُثير قلق السّاسة والزعماء، ويؤرّق عقول العلماء والمفكِّرين، وهذا أحد أسباب التّوتر والقلق في الأمم، ومن عوامل الثورات والفتن بين الشعوب. والاقتصاد في الفكر الإسلامي له مكانة متميّزة، وله بين أحكام الشريعة الإسلامية فرائض وواجبات ونظم مقنّنة من خلال ما جاء في الكتاب والسُّنّة، وفِكر سلَف الأمّة وخلَفِها.
وسوف يتناول هذا المبحث النقاط التالية:
أولاً: تعريف الاقتصاد:
"الاقتصاد" في اللغة معناه: القصد، أي التّوسّط والاعتدال، ومنه قوله تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ}، وقوله تعالى: {مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ}.
وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (( ... ولا عالَ من اقتصد))، رواه الطبراني في الأوسط.
وعرّفه العزّ بن عبد السّلام بأنه: "رتبهٌ بين رُتبتيْن، ومنزلة بيْن منزلتيْن".
الأولى: هي التّفريط -التقصير-، والثانية هي الإفراط -الإسراف-.
وللاقتصاد في الإسلام أمثلة كثيرة، منها:
عدم الإسراف في استعمال المياه والاقتصاد فيها، ولو كان الإنسان على نهر جارٍ، والاقتصاد في العبادة، وفي الموعظة، والأكل والشرب، والنّفقة؛ والأدلة على ذلك من القرآن والسُّنّة كثيرة.