وقد ربَط الله بين الجانب الاقتصادي في الإسلام -من خلال فريضة الزّكاة- وبين العقيدة الإسلامية، وهذا يمثل جانباً هاماً من مكوّنات الإسلام وخصائصه العقائدية والتشريعية.
ويمكن توضيح الأسُس العقائدية للإسلام فيما يلي:
أولاً: الإنسان بوجه عام مستخلَف في الأرض، لعمارتها واستثمار خيراتها، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ}.
وقال تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ}.
ثانياً: إن الأرض خاصّة والكون عامّة مُسخّر للإنسان ومُذلَّل له، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}.
وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}.
ثالثاً: إنّ تسخير الأرض للإنسان يقتضي انتفاع البشَر بما خلَق الله في الكون، قال تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}.
رابعاً: إنّ السّعي في طلب الرزق، والانتفاع بما خلَق الله، ليس غاية في حق ذاته، وإنما هو وسيلة ضرورية تقتضيها طبيعة الإنسان وفِطْرته، وأنّ الغاية: إرضاء الله بعمل الخير، وشكْره على نِعَمه، ومراعاة حقوقه، قال تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْض ِ}.