أمّا من ساءت العلاقة بينهما وبدت بوادر تصدع الأسرة وانهيارها، فقد وضحت الآية وسائل العلاج، فقال تعالى: {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً * وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً}.
فإذا فشلت كلّ المحاولات، وأصبحت الحياة جحيماً لا يُطاق، وأصبح لا مفرّ من الفُرقة، فشرَع الإسلام الطّلاق، ووضع له الضوابط التي تصون حقوق الزوجية، وأتاح فُرص الرجعة في الطلاق خلال مرتيْن أثناء العدّة، وبعدها بعقد ومهر جديد.
هذا عرْض موجَز لصيانة الإسلام للأسرة، وفي ذلك حفْظ للمجتمع، وتوثيق لعُرى التّواصل والتراحم.
وعلى الدّعاة: وجوب الاهتمام بحقوق الأسْرة وواجباتها، وأن يكونوا على فقه بأحكام الزواج والطلاق، وعلى بصيرة وثقافة بكلّ ما يتعلّق بأحوال الأسرة في الإسلام في كل جوانبها من علاقة الأبناء بالآباء، ووجوب مراعاة صِلة الرّحِم، وكذلك العلاقات الاجتماعية وما ينتج عن هذه العلاقات من قضايا وأمور يجب على الدّاعية أن يعالجها على ضوء القرآن الكريم والسّنّة النبوية، والأحكام الشرعية التي تُنظّم ذلك. ولن يتسنّى هذا إلاّ بمزيد من العلْم والاطّلاع والثقافة، والانفعال والاهتمام بشؤون الأسْرة في الإسلام.
وإنّ ما ذكرناه من ذلك ما هو إلاّ تعريف مُجمَل وبيان عامّ يضيق المقام عن بسْطه، وتوجيه للدّعاة أن يُولوا اهتمامهم بقضايا الأسْرة، لا سيما هذه الأيام التي تُوجَّه فيها سهام الأعداء للأسرة المسلمة لهَدْم خصائصها التي تنفرد بها وتتميّز عن الأمم الأخرى.