وللمجتمع في التربية الإسلامية، سلطة عظيمة في حماية الشريعة والعقيدة، التي تعتنقها الجماعة، وهو لا يتنازل عن هذه السلطة، ما دامت مستمدة من الله، الذي أوكل إلى الجماعة مهمة التواصي بالحق، والتناصح والتناهي عن المنكر، وقد بسطنا كل ذلك في حينه، مع بعض الأدلة من القرآن والحديث.

والتربية الإسلامية، بهدفنا المشترك وهو إخلاص العبودية لله، توحد فكرة الانتماء، وتربطها بهذا الهدف الأسمى، فجميع الناس ينتمون إلى أمة واحدة، هي التي اعتنقت عقيدة التوحيد، واتخذت طريق الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ولقد كان العرب قبل الإسلام لا يعرفون الانتماء إلى أمة واحدة حتى جاء القرآن يصرح بها: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 3/ 110] .

كما يصرح بالولاء لله: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: 10/ 62-63] .

وبأن المؤمنين بعضهم أولياء بعض، ولا يجوز أن يتخذوا لأنفسهم أولياء من دون المؤمنين؛ لأن أخوة الإيمان هي التي تربطهم.

وهكذا، وبتربية هذه المعاني في نفس الناشئ ترعى التربية الإسلامية تنمية الأواصر الاجتماعية عنده، على أساس هدف نبيل، لا عنصرية فيه ولا ظلم، ولا طغيان على الشعوب الأخرى، لمجرد أنها من طينة أخرى، فالانتساب في التربية الإسلامية إنما يكون للدين، وليس للغة أو القومية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015