والاستمرار في الباطل من أجل منصب، أو مال، أو جاه، أو عزة زائفة يبتغيها من وراء هذا الباطل، كالسيطرة على عقول البسطاء بالشعوذة والتخريف.

فالتربية الإسلامية تنمي العقل على التفكير السليم، والتواضع، والتسليم بالحق، والأمانة العلمية، وابتغاء الحق دون الهوى، والانتفاع بما يعلم، لا الاكتفاء بالعلم النظري، بل لا بد من التطبيق العملي، وقد بينا ذلك عند ذكر النتائج التربوية لبعض أسس التربية الإسلامية، فثبت بذلك أن التربية الإسلامية، وإن لم تنص صراحة، على تنمية العقل، لكن هدفها البعيد يشمل النمو العقلي كما شمل النمو الجسمي، وهي توجه هذا الجانب العقلي من جوانب التربية، كما رأينا، نحو الدقة في التفكير والأمانة، والتطبيق العملي، ونحو العمل على معرفة الله في آثاره وآياته ومخلوقاته، ونحو التبصر والهدى، والبعد عن الهوى، وعن الاتباع الأعمى، ونحو طلب الدليل والمعرفة اليقينية، والبعد عن الظن.

*- التربية الإسلامية، والنمو الاجتماعي:

شمول الهدف الإسلامي للجانب الاجتماعي من جوانب التربية:

معنى النمو الاجتماعي:

يقصد بالنمو الاجتماعي، أو الجانب الاجتماعي في التربية عدة معان أهمها:

1- نمو المشاعر الاجتماعية كالشعور بالانتماء، والميل الفطري إلى الجماعة وحب التقليد.

2- نمو الخبرات الاجتماعية، وما ينتج عنها من أساليب التعايش مع الجماعة، ومعرفة ما تحرمه الجماعة، وما تستحبه، وما توجبه على أفرادها، وأساليب السلوك في المجتمع، وآداب الحياة المشتركة.

3- نمو التصورات الاجتماعية والأفكار، والأهداف المشتركة التي تنعكس في نفوس الأفراد، نتيجة للتربية الاجتماعية التي يتلقونها، وللمشاركة في أعياد الأمة أو عبادتها، أو مظاهر حياتها الجماعية، أو جهودها الاقتصادية أو الحربية، ونحن هنا سنتناول مدى شمول التربية الإسلامية، بهدفها الأسمى، لهذه المعاني والجوانب الاجتماعيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015