وإعالة الطفل وإطعامه، وكساءه من الأمور التي يكلف بها الأب، أو النائب عنه، أو الدولة إن فقد العائل.
ثم إن الإسلام حض على بعض الأمور التي تقوي الجسم، كالرمي والفروسية، وندب إلى السباحة، وسمح الرسول للأحباش بممارسة ألعابهم بالحراب، وكان يطل من حجرته، ويتفرج عليها هو والسيدة عائشة.
وصارع الرسول صلى الله عليه وسلم "ركانة"، بطل قومه في ذلك الوقت، فصرعه الرسول صلى الله عليه وسلم، وسابق السيدة عائشة في الجري.
وكان الصحابة عندما يخرجون من صلاة المغرب، يتبارون ويتمرنون على رمي النبال، حتى قال رافع بين خديج: "كنا نصلي المغرب مع النبي صلى الله عليه وسلم، "فينصرف أحدنا، وإنه ليبصر موانع نبله" 1، وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم سباقا للخيل، عن عبد الله بن عمر "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل التي أضمرت من الحفياء، وأمدها ثنية الوداع، وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق2.
وهكذا نرى أن التربية الإسلامية تضم في طياتها تنمية الجسم، وتربية الجوارح، ولكنها بالمقابل توجه هذه الطاقات نحو حير الإنسان وخير المجتمع، وتحذر من البطش أو الاعتداء.
فللتربية الإسلامية وسيلتان لتوجيه الطاقات الجسمية:
أولاهما: توجيهها نحو كل ما يرضي الله، مع إغاثة الملهوف وإعانة الكل، والجهاد في سبيل الله.
وثانيهما: تحذيرها من كل ما يغضب الله، مع التلويح بالعقوبة لكل بطش، أو أذى أو اعتداء يقوم به أي إنسان مهما بلغت قوته أو مكانته.
*- التربية الإسلامية والنمو العقلي:
العقل هو أهم الطاقات الإنسانية في نظر الإسلام، فجمع أركان الإيمان مبنية على فهم العقل وقناعته.