العقلي ومهاراتهم في السطو على المصارف، أو خطف عظماء الناس، أو أطفال الأغنياء.
فهل يعد هذا هدفًا تربويا؟ إنه في عرف هذه العصابات1 هدف يربون عليه أبناءهم، أو يدربون عملاءهم بل هو هدفهم المفضل، ولكنه في الحقيقة وسيلة للشر، وذلك؛ لأن هذا النمو وتلك الخيرات والمهارات، لم تكن هي الهدف، بل كانت وسيلة لهدف آخر هو الثراء السريع المفاجئ، أو التشفي من بعض الطبقات، أو....
ومن هذا المثال، ومن جميع مواقف الحياة، ندرك أن النمو وسيلة لتحقيق هدف أبعد منه، والنمو سلاح ذو حدين، إذا لم يوجد منذ الصغر نحو هدف أسمى، فقد يستخدمه الناشيء بعد خروجه إلى المجتمع، لتحقيق أغراض دنيئة، أو أعمال ضارة بالآخرين.
والتربية الإسلامية التي تضع كل شيء في موضعه الطبيعي، اعتبرت النمو بجميع جوانبه وسيلة لتحقيق مثلها الأعلى، وهو "العبودية لله وطاعته، وتحقيق عدالته وشريعته في جميع شئون الحياة الفردية والاجتماعية"، فالإسلام يحض على النمو بكل أشكاله، أي أن التربية الإسلامية تشمل رعاية النمو من كل جوانبه: الجسمية، والعقلية، والخلقية، والاجتماعية، والذوقية، والروحية، والوجدانية، مع توجيه هذا النمو تحو تحقيق هدفها الأسمى.
ولكن ذلك يحتاج إلى ربط وإيضاح، نسبطه في الفقرات التالية:
*- التربية الإسلامية والنمو الجسمي.
مما لا شك فيه: أن طاعة الله وعبادته، والدعوة إليه تحتاج إلى جهد، وطاقات جسدية، ولذلك جاء في الحديث الشريف: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف"؛ وأن الانتحار وقتل النفس، وإلحاق أي أذى بالجسم، من الأمور المجرمة التي يعاقب عليها الشرع في الدنيا والآخرة؛ وأن كلا من الصلاة والصيام والحج، فيها تنشيط وتوجيه لبعض طاقات الجسم وأجهزته؛ وأن تغذية الرضيع