...
الفصل الرابع: غاية التربية الإسلامية وأهدافها
معنى الهدف وشروط وأهميته.
أولا: معنى الهدف
قد يندفع الإنسان إلى سلوك دون أن يدرك هدفه، بسبب ما أودع في فطرته من حرص غريزي على الحياة، فيعلل عمله بهذا الدافع، كالنائم الذي يسحب يده إذا وخزها إنسان بدبوس، فيقال: إن سلوكه هذا مصحوب بدافع حب البقاء، وإن لم يدرك هدفه.
ولكن الغالب، في حياة الإنسان الراشد العاقل الواعي، أن يفكر، ويقصد إلى هدف معين، يريد أن يحققه من وراء سلوكه، كالطالب الذي يجد طول العام الدراسي لينجح في الامتحان، ثم ينال رتبة علمية، ثم يحصل على مركز
اجتماعي معين، أو راتب مالي يعيش منه.
والنتيجة التي يحصل عليها الطالب، إما أن تكون مطابقة للهدف، أو قاصرة عنه، أو أن تحقق جزءًا منه، فليست النتائج هي الأهداف، وليست الدوافع هي الغايات.
والنتيجة هي المحصلة التي انبثقت عن السلوك، وتوصل إليها الكائن سواء حققت الهدف، أو لم تحققه والهدف هو الغاية التي يتصورها الإنسان، ويضعها نصب عينيه وينظم سلوكه من أجل تحقيقها، والدافع هو المحرض العضوي، أو النفسي
الذي يبعث على السلوك، أو يغذي القوى الباعثة عليه في النفس والجسم ويحركها، وينشطها حتى يحقق غاية حيوية تهم كيان الكائن سواء أدركها، أو لم يدركها بعقله، أو روحه.