{قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ، قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} [يس: 36/ 18-19] .
وعن عروة بن عامر قال: ذكرت الطيرة عند رسول الله فقال: "أحسنها الفأل 1، ولا ترد مسلمًا 2، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حوف، ولا قوة إلا بك" 3.
وكالتشاؤم من المرض، مع أن له فوائد معنوية أهمها تهذيب النفس وتكفير الخطايا، فقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم السائب "أو أم المسيب"، فقال:
"مالك يا أم السائب -أو أم المسيب- تزفرين؟ " قالت: الحمى لا بارك الله فيها، فقال: "لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد" 4.
وكذلك لا يجوز التشاؤم من الزمان، وحوادثه لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو هريرة: "لا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر، فإن الله هو الدهر" 5.
وكذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التشاؤم من الريح: فقال فيما رواه عنه أبي بن كعب: "لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: الله إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها، وشر ما أمرت به" 6.
هـ- وهذا كله يربي المؤمن على العقل، وعدم تعليل الأمور حسب هواه ومصلحته، بل يجب أن يعرف أن لكل ظاهرة كونية فوائد ومضار، فيطلب فوائدها ويستبعد مضارها.