والخشوع له وتعظيمه وتقديسه، أما تربية السلوك بالقرآن، فقد علمنا ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان له أذكار وأدعيه من القرآن، يتلو بعضها ويدعو ببعضها في مناسبات معينة، فإذا استيقظ من نومه نظر في السماء، وتلا قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار} [آل عمران: 3/ 190-191] .
وإذا أوى إلى فراشه تذكر قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً} [الزمر: 39/ 42] ، فدعا بهذا الدعاء:
"اللهم إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما حفظت عبادك الصالحين".
وفي القرآن آداب سلوكية عظيمة تعلمنا غض البصر، والغض من الصوت، والقصد في المشي، وبر الوالدين، والتواضع للمسلمين، وعدم انتهار الأيتام، وإخفاء الصدقات، وعدم إبطالها بالمن والأذى، وكثيرًا كثيرًا مما لا يحصى في هذا المقام.
واجبات المربي:
فعلى المربي بواسطة القرآن:
أ- أن يربي لسان الناشيء ويقومه بحسن التجويد، وعدم اللحن.
ب- وأن يربي لسان الناشئ بالخشوع عندما يمر بآية تستوجب الخشوع، أو الغضب في الله، أو الحنين إلى الجنة، أو الشعور بمحبة الله.
ج- وأن يربي سلوك الناشئ فيأخذ العهد عليه، ويتعهده ليعمل بتعاليم القرآن في أثناء الرحلة مع الطلاب وعند التغذية، وتناول الطعام وفي كل المجالات.
د- وأن يربي عقل الناشئ بالاستدلال على ما استند عليه القرآن، وبتأمل ما يدل على عظمة الله، وأن يضع أسئلة كثيرة بعد كل درس لتمرين العقل على ذلك.