كل ذلك بعد أن ينتهي من فهم المعنى، والمراد الإجمالي لكل مجموعة من الآيات "في درس التلاوة"، أو لكل أية أو كلمة "في درس التفسير والاستحفاظ".

وهكذا نجد أن التربية بالقرآن يمكن أن تتناول كل جوانب النفس الإنسانية.

أما التربية الاجتماعية ففي الجهاد يتلو القراء، والحفاظ عل المجاهدين آيات الجهاد.

وفي الحج يتلو الحجيج آيات تذكر بإبراهيم، وبأهمية الصفا والمروة، ونحو ذلك.

والقرآن هو الذي يجمع قلوب البشرية على مبدأ واحد ودستور واحد، وله الأثر الأول في جمع كلمة الأمة الإسلامية، إذ لا يختلف اثنان من المسلمين على أنه من عند الله، وأن اتباعه واجب وحق.

4- الإيمان بالرسل:

الرسول هو القدوة، والمربي الأول لجيل مثالي، يكون من بعده من أجيال البشرية تبعًا له.

فالأساليب1 العملية للتربية الإسلامية يمكن اقتباسها من حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

وقد أمرنا الله أن نؤمن بجميع الرسل؛ لأن كل الرسالات التي جاءوا بها تطلب من البشر إخلاص العبودية لله، والاعتراف له بالألوهية، بكل معانيها أو مجمل معانيها التي أشرنا إليها.

ولكن نجاح الأثر التربوي للرسول يتوقف على الإيمان بأنه مؤيد بالوحي والإلهام من عند الله، فلا يقره الله على خطأ في التشريع، وأنه أمين قد بلغ رسالات ربه.

فإذا تم هذا الإيمان شعر الإنسان بسعادة عظيمة كلما اقتدى بأمر من أوامر الرسول، أو أسلوب من أساليبه التربوية في الحياة.

أما الفلاسفة والزعماء وعلماء التربية، فإنما يتبعون الظن، ويضعون نظريات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015