قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: 2/ 165] ، قال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم": "ولحبهم له وتمام معرفتهم به وتوقيرهم، وتوحيدهم له لا يشركون به شيئا، بل يعبدونه وحده، ويتوكلون عليه ويلجئون إليه في جميع أمورهم"1.
قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 3/ 31] .
فجعل الله اتباع رسوله الذي يبلغ أوامره من شروط محبته، كما وصف الله الذين يحبهم الله، ويحبونه بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة: 5/ 54] .
وإذا تتبعنا حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه نرى أن محبة الله من أهم الدوافع التي تجعل الإنسان حريصًا على تحقيق شريعة الله في سلوكه وحياته، دون أن يكون عليه رقيب من البشر، وأن من أهم العوامل التي تؤدي إلى محبة الله، والشعور بفضله والتعرف إلى نعمه، وإلى ما أعد للمتقين في جنات النعيم، وطول مناجاته وقراءة كلامه، وتأمل آثار رحمته، إلخ.
د- الرجاء وهو الطمع في رحمة الله، والأمل في ثوابه وجزيل الأجر عنده، وقد كان هذا الرجاء دافعا إلى الجهاد، وطلب الموت في سبيل الله، فكان الصحابي والمجاهد يقول: "بخ، بخ، هل بيني وبين الجنة إلا أن أقاتل فأقتل في سبيل الله؟ " ويهجم على الأعداء حتى يستشهد.