وقد أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة "عبد الله بن جحش، ومعه ثمانية من المهاجرين، ومعه كتاب أمره ألا يفتحه إلا بعد مرحلة من الطريق، فلما فتحه وجد فيه الأمر بالذهب إلى نخلة بين الطائف ومكة، ليرصد قريشا ويعلم من أخبارهم، ويعود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم".

فذهب مع ثنانية من أصحابه، وقتلوا قتيلًا من المشركين وأسروا أسيرين وبعيرا، وكان ذلك في آخر يوم من رجب، وتكلم فيها الناس وزعموا أنهم انتهكوا حرمة الشهر الحرام، فأنزل الله قرآنا ودافع عنهم، وأباح قتال المشركين في الشهر الحرام، فلما سري عنهم قالوا: "يا رسول الله! أنطمع أن يكون لنا غزوة نعطى فيها أجر المجاهدين؟ " فأنزل الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 2/ 218] .

فكانت أول غنيمة غنمها المسلمون على يد تسعة من المهاجرين ساروا أياما في أراضي الأعداء، كل ذلك تحقيقا لأمر رسول الله، ورجاء رحمة الله وجنته وثوابه1.

فانظر إلى أثر هذا الرجاء ما أعظمه في نفوسهم، لقد كانوا حقا يرجون رحمة الله.

وغرس هذا الرجاء في نفوس الناشئة يبنى على الإيمان بالله واليوم الآخر، وعلى الإكثار من وصف الجنة، ونعيمها وربطها بضرورة التقيد بأوامر الله وترك نواهيه، وبالجهاد وإعلاء كلمة الله.

4- تعتمد التربية بالترغيب والترهيب على ضبط الانفعالات، والعواطف والموازنة بينها.

فلا يجوز أن يطغى الخوف، على الأمل والرجاء فيقنط المذنب من عفو الله ورحمته، وقد نهى الله عن هذا اليأس، فقال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015