ولحالة الإنسان الخاشع الخائف من ربه، وقد عبر عنها القرآن بالخوف، والرهبة والخشية، والخشوع.

وينبغي أن يستشعرها المربي فتنتقل إلى طلابه، أو أبنائه بالعدوى الانفعالية، والاقتداء به والمحبة والتقليد.

كما ينبغي أن يتخذ في ملامح وجهه، ولهجة كلامه الهيئة التي تثير هذه الانفعالات كلما اقتضى الأمر ذلك، في نفوس الناشئين كذلك ينبغي الاعتماد على الإقناع، والبرهان والتكرار لتربية العواطف الربانية، فتكرار الانفعالات1 المتشابهة مرة بعد مرة حول موضوع معين وبمناسبات مختلفة، كالقصة والوصف والحوار، والاستفهام واستجواب الطلاب، هذا التكرار يربي في النفس الاستعداد الدائم الثورة انفعالية وجدانية كلما وجد الإنسان في موقف مشابه، وهذا الاستعداد يسمى عاطفة.

والعواطف قوى دافعة للسلوك، محرضة على الصبر، مثيرة ومغذية لطاقات الإنسان، لا تقل أهمية عن الدوافع الغريزية بل إنها تهيمن عليها، وتوجهها وتنظمها وتسمو بها، وبها يمتاز الإنسان على الحيوان، وكما أن في النفس عواطف سلبية ترافق التربية بالترهيب كالخف، والخشوع كذلك في النفس عواطف إيجابية ترافق التربية بالترغيب أهمها:

ج- المحبة:

فطر الإنسان منذ طفولته على الميل إلى أن يحب ويكون محبوبا، وقد ورد الحب في القرآن في عدد من الآيات، والحب في الأصل -كما هو معروف بين الناس- تعرق المحب بالمحبوب، وتتبع آثاره، ودوام تذكره، وحضور القلب معه، وعمل ما يرضيه ويحقق سروره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015