وما رواه أبو داود والبيهقي بسند صحيح 1:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ: {لَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة: 75/ 40] ، قال: "سبحانك فلبى"، وإذا قرأ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 87/ 1] قال: "سبحان ربي الأعلى".

فهذان دليلان على الحوار التعبدي، أحدهما دليل على إجابة الرب لعبده، والآخر دليل على تلبية العبد لنداء ربه، أو سؤاله أثناء تلاوة القرآن، وقد حض رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه على مثل هذه التلبية عندما قرأ عليهم سورة الرحمن: روى الحاكم عن جابر قال: "قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن حتى ختمها، ثم قال: "مالي أراكم سكوتا؟ للجن كانوا أحسن منكم ردًّا، ما قرأت عليهم هذه الآية: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان} [الرحمن: 55/ 13] ، وبعدها 31 موضعا بنفس السورة، إلا قالوا: ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب، فلك الحمد"2.

كما كان صلى الله عليه وسلم قدوتنا في الاستجابة لمعاني القرآن أثناء الصلاة قال حذيفة بن اليمان: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح "البقرة"، فقلت: يركع عند المئة ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعتين، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح "النساء" فقرأها، ثم افتتح "آل عمران" فقرأها، يقرأ مترسلًا: إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ"3.

فتسبيح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعوذه، وسؤاله، مناجاة لله تعالى، أثناء تلاوة القرآن، فهو أشبه ما يكون بالحوار.

النتائج التربوية:

يربي القرآن في نفوس الناشئة بواسطة الحوار التعبدي، أو الخطابي أمورا هامة، على المدرسين والمربين وقراء القرآن، أن ينتبهوا إليها، ويراعوا مدى تأثر الناشئين بها، وعلمهم بمقتضاها منها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015