*- التجاوب مع أسئلة القرآن والتفكير بمعناها، والجواب على ما يمكن الجواب عليه، أو استحضار الجواب في القلب.

*- التأثر العاطفي بمعاني القرآن، فقد بلغ التأثر برسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغًا عظيمًا، وذلك مرة عندما قرئ عليه قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا} [النساء: 4/ 41] ، وقال القارئ "حسبك"، رواه أحمد والبخاري في صحيحه من حديث ابن مسعود أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرأ علي"، قلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: "نعم أحب أن أسمعه من غيري"، فقرأت سورة النساء حتى أتيت هذه الآية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا} [النساء: 4/ 41] ، فقال: "حسبك الآن"، فإذا عيناه تذرفان1.

*- توجيه السلوك والعمل بمقتضى القرآن الكريم، وذلك نتيجة طبيعية للتأثر العاطفي والقناعة الفكرية، الناشئة عن أسلوب الحوار، فالذي يستجيب لسؤال ربه، أو وصفه للعذاب والجنة، أو لوعده أو لوعيده، حري بأن يستجيب بسلوكه.

*- إشعار الناشئ، والمسلم القارئ للقرآن بعزة الإيمان، ومكانته عند الله حتى خاطب عباده بوصفهم به.

أشكال الحوار الخطابي:

تعددت أشكال الخطاب الموجه من الله تعالى، ومقاصد الأسئلة القرآنية العامة، التي لم تكن موجهة إلا من الله، لجميع خلقه، أو لجميع المؤمنين، أو لجميع الناس، وأحيانا يوجه الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، ويراد به التشريع لجميع المؤمنين، ويمكن تعداد أهم الأشكال لهذا الحوار الخطابي كما يلي:

*- الخطاب الموجه للذين آمنوا، أو المصدر بنداء التعريف بالإيمان؛ وفي هذا الخطاب يكون المنادى معرفا، فهو اسم موصول صلته جملة "آمنوا"، والقصد من هذا التعريف الإيماء للمخاطبين:

أن يعتزوا بإيمانهم؛ لأن الله جل جلاله يرفع من شأنهم ويخصهم بهذا الوصف العظيم، ويناديهم به حتى أصبح، وكأنه علم عليهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015