" قال " وفيهم كانت الأفاضة قي عطارد بن عوف ابن كعب بن سعد، ثم قي آل حرب بن صفوان بن عطارد، وكان إذا اجتمع الناس ايام منى قي الحج، لم يبرح احد حتى يجوز آل صفوان، ومن ورث ذلك عنهم، ثم تمر الناس ارسال. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أني لاجد نفس ربكم من اليمن " وفي رواية " أني لاجد نفس الرحمن " الحديث، وعنه صلى الله عليه وسلم: " الأيمان يمان والحكمة يمانية "، وقال عليه الصلآة والسلام: " الأنصار شعار والناس دثار "، وقال عبد الله بن العباس رضي الله عنهما لبعض اليمن: لكم من السماء نجمها ومن الكعبة ركنها ومن الشرف صميمها، وقال امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لبعض جلسائه: من اجود العرب؟ قالوا حاتم طي، قال: فمن فارسها؟ قالوا عمرو بن معد يكرب، قال: فمن شاعرها؟ قالوا أمرؤ القيس بن حجر، قال: فأي سيوفها أقطع؟ قالوا: الصمصامة، قال: كفى بهذا فخراً لليمن.
وقال أبو عبيدة: ملوك العرب حمير، ومقاولها غسان ولخمة، وعددها وفرسانها الأزد، ولسانها مذحج، وريحانتها كندة، وقريشها الأنصار، " واقول ": نعم الأنصار ونعم القوم هم، كنانة الأسلام، وسيوف الأيمان، وسور الشريعة، واعمدة الاخلاص، أوفى العرب ذمة، وأكبر الناس همة، واعز، الناس أمة، وأكرم العرب أنفساً، واصدق العرب وعداً. " قال أبن الكلبي ": حمير ملوك وارداف الملوك، ولأزد أسد، ومذحج الطعان، وهمدان أحلاس الخيل، وغسان أرباب الملوك، " قلت ": وبصفة علمية فالعرب حماة الجار، ورعاة الذمار، وأسدالقفار، لهم الخصال الحميدة، والمكارم العديدة، ولاأريد أن أشرح هنا مكارمهم، فانها شىء لايسعه كتابنا هذا، ولكنا ذكرنا هذه الكلمات كالتعريف بهم.
أعلم أن العرب كلهم، نزارهم ويمنهم، يرجعون إلى أصلين لا ثالث لهما، وهما عدنان وقحطان. ولذلك يعد العرب كلهم أخوة وبلاد العرب كلها بلد الكل، وأمة العرب في هذه المعموره كلها، أمة واحدة، متصلة الأنساب، متواجشة الارحام، من شرق ألارض وغربها، وبها أعز الله دينه، وأقام دعائمه، وأذا ذهب حفظ الجوار، من العرب فلا يوجد في غيرهم، وعنه صلى الله عليه وسلم: " إذا ذل العرب ألاسلام والواقع "، المشاهد بديهياً هو هذا. ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرايات تلمع في الافق قي حرب الحرقة قال: لمن هذه الرايات؟ قالوا: لربيعة، قال صلى الله عليه وسلم: " لا يهزم الله جيشاً لواؤه بيد رجل من ربيعة ".
ومن حيث أنا ذكرنا هذه النبذة مقدمة في هذا المقام الوجيز وقد آن لتا الشروع فيما نحن بصدده، والبدء بقريش، لقول صلى الله عليه وسلم: " قدموا قريشاً ولا تتقدموها ". فقد وجب أن نقدم نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، تبركاً به، وتشريفاً الطاهر الأزهر فنقول: هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بن عبد الله بن عبد المطلب أبن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش أي والنضر لقب قريش، وأليه تنسب هذه القبيلة، وبقية النسب نوصول إلى عدنان، معروف عند أهل هذا الشأن.
ونهى صلى الله عليه وسلم أن يتجاوز بنسبة إلى ما قوق عدنان، لما روي عنه أنه قال: " كذب الناسبون ما فوق عدنان فأن الله يقول:) وقروناً بين ذلك كثيراً (" وهنا نحن نضع أمام القارىء الكريم من ينتسب إلى قريش بعمان فنقول:
ممن ينتسب إلى قريش بعمان آل الرحيل بن سيف بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائد بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب.