يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يُضْحِكُ الرَّبَّ مِنْ عَبْدِهِ؟ قَالَ: أَنْ يَرَاهُ قَدْ غَمَسَ يَدَهُ فِي الْقِتَالِ، يُقَاتِلُ حَاسِرًا. فَنَزَعَ عَوْفٌ دِرْعَهُ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حتَّى قُتِلَ شَهِيدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَقِيلَ: إِنَّهُ شَهِدَ الْعَقَبَةَ، وَإِنَّهُ أَحَدُ السِّتَّةِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ الأُولَى.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
(د ع) عوف بْن القعقاع بْن معبد بْن زرارة بْن عدس بْن زَيْد بْن عبد الله بن دارم بن مالك ابن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم التميمي الدارمي.
عداده فِي أعراب البصرة، وفد مَعَ أَبِيهِ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ.
رَوَى مَحْمُودُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَوْفٍ قَالَ: وَفَدَ أَبِي إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ غُلَيْمٌ، فَأَمَرَ لِكُلِّ رَجُلٍ بِبُرْدَيْنِ، وَأَمَرَ لِي بِبُرْدَةٍ. فَلَمَّا انْصَرَفْنَا بَاعَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَحَدَ بُرْدَيْهِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي بُرْدَيْنِ، فَنَظَرَ إِلَيَّ وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذِهِ؟ قُلْتُ: اشْتَرَيْتُهَا مِنْ فُلانٍ. قَالَ: أَنْتَ كُنْتَ أَحَقُّ بِهِ إِذْ ضَيَّعَ ما أعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [1] . أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال ابْنُ مَنْدَهْ فِي إِسْنَادِهِ: مَحْمُودُ بْنُ يَزِيدَ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ:
مَحْمُودُ بْنُ ثَوْبَةَ.
عوف بْن مَالِك بْن أَبِي عوف الأشجعي، يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَن، وَيُقَال: أَبُو حَمَّاد، وقيل: أَبُو عَمْرو.
وأول مشاهده خيبر، وكانت معه راية أشجع يَوْم الفتح، وسكن الشام. روى عَنْهُ من الصحابة: أَبُو أيوب الْأَنْصَارِيّ، وأبو هريرة، والمقدام بن معديكرب، ومن التابعين:
أَبُو مُسْلِم، وَأَبُو إدريس الخولانيان، وجبير بْن نفير، وغيرهم، وقدم مصر.
أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عيسى: حدثنا هَنَّادٌ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أبي المليح، عن عوف بن مالك الأشجعي