ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 11:28]ـ

لو فرضنا أن القرآن نقل بعض الأقوال بنصها فالاعتراض على ذلك بأن (بعض القرآن غير معجز) لا يصح؛ لأن إعجاز القرآن في كل آية في موضعها، ولا يلزم من ورودها بنصها في كلام آخر أن تكون معجزة، فإنه لا يعجز أحد من العرب أن يقول (ثم نظر)، وهي آية من كتاب الله عز وجل.

وقد ورد في موافقات عمر بن الخطاب أنه تكلم بنص آية في سورة التحريم قبل نزولها، ولم يقدح ذلك في إعجازها.

ولم يقع التحدي في القرآن بالإتيان بآية، وإنما وقع التحدي بالقرآن كاملا، ثم بعشر سور، ثم بسورة

فأقل جزء يمكن إفراده مع الإعجاز هو السورة لا الآية ولا بعض آية، ولا يمنع ذلك أن تكون كل كلمة في القرآن في موضعها معجزة.

ولو قلنا إن النقل كان بالمعنى وليس باللفظ فالاعتراض بأن (ذلك يخل بالدقة والضبط) لا يصح أيضا؛ لأن العلماء اتفقوا على نقل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بالمعنى لمن يعلم دلالة الألفاظ، واتفقوا بأن الرواية بالمعنى لا تقدح في الاحتجاج بالحديث.

والقول بأن القرآن ينقل الكلام بدلالته العميقة فيه نظر؛ لأن القرآن يحكي الموقف نفسه عدة مرات في مواضع من القرآن، وفي كل مرة يعبر بألفاظ مختلفة، فلو كان المراد التعبير عن الدلالة العميقة في جميع المواضع ما اختلفت الألفاظ بين الآيات.

ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 12:50]ـ

عدت من جديد أخي الكريم ... مرحباً بك على الدوام، ويشرفني أن يكون موضوعي مدعاة لمشاركتك:)

لو فرضنا أن القرآن نقل بعض الأقوال بنصها فالاعتراض على ذلك بأن (بعض القرآن غير معجز) لا يصح

نحن نقلنا الإدعاء فحسب وأما صحته فلا مجال لصحته ولله الحمد.

لأن إعجاز القرآن في كل آية في موضعها، ولا يلزم من ورودها بنصها في كلام آخر أن تكون معجزة، فإنه لا يعجز أحد من العرب أن يقول (ثم نظر)، وهي آية من كتاب الله عز وجل.

وقد ورد في موافقات عمر بن الخطاب أنه تكلم بنص آية في سورة التحريم قبل نزولها، ولم يقدح ذلك في إعجازها.

يزول هذا بقيد ذكرته سابقاً وهو: كلام الله سبحانه وتعالى لا ينقل لنا بالضرورة كلام أو خطاب المخلوقين والمخلوقات. . وهذا كما ترى قيد احتمالي: قد يكون أو لا يكون.

ولم يقع التحدي في القرآن بالإتيان بآية، وإنما وقع التحدي بالقرآن كاملا، ثم بعشر سور، ثم بسورة فأقل جزء يمكن إفراده مع الإعجاز هو السورة لا الآية ولا بعض آية، ولا يمنع ذلك أن تكون كل كلمة في القرآن في موضعها معجزة.

عدم التحدي بآية لا يعني النص و الإخبار بعدم وقوع ذلك إذا لو قلنا بظاهر كلامك لكان بوسع الناس أن يأتوا بآية مثل آية الدين (على بلاغتها العجيبة)، مع أنها تبلغ صفحة كاملة،أي أطول من ثلاث سور من قصار المفصل مجتمعة. والتحدي المذكور هو بالدلالة على ما دون ذلك أيضاً ولذلك نظائر كقوله تعالى (ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره) والمراد ليس هذا المثقال بعينه وإنما تعبيراً عن أنه مهما كان صغر العمل الذي قمت به يا ابن آدم فإنك ستجده وتراه.

ولو قلنا إن النقل كان بالمعنى وليس باللفظ فالاعتراض بأن (ذلك يخل بالدقة والضبط) لا يصح أيضا؛ لأن العلماء اتفقوا على نقل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بالمعنى لمن يعلم دلالة الألفاظ، واتفقوا بأن الرواية بالمعنى لا تقدح في الاحتجاج بالحديث.

مع أني لم أتطرق لرواية المحدثين - الذين هم بشر ووقوعهم في الخطأ وارد - إلا أن المراد بإدعاء من ادعى الإخلال بالدقة والضبط هو الإخلال بدقة اللفظ لا المعنى، وحتى في الحديث قد كان بعض الرواة من شدة حرصهم على نقل اللفظ ينقل اللفظ بلحنه ولا يرى تصحيحه، والمقصود بالضبط في إطلاقه عند المحدثين هو ضبط اللفظ المسموع أو المنقول لا ضبط المعنى لأن ضبط اللفظ (مع صيانته من التصحيف والتحريف وغيره) هو ضبط للمعنى قدر المستطاع.

والقول بأن القرآن ينقل الكلام بدلالته العميقة فيه نظر؛ لأن القرآن يحكي الموقف نفسه عدة مرات في مواضع من القرآن، وفي كل مرة يعبر بألفاظ مختلفة، فلو كان المراد التعبير عن الدلالة العميقة في جميع المواضع ما اختلفت الألفاظ بين الآيات

هذا صحيح إذا تكلمنا عن البشر، وهو ثابت بالدراسات والأبحاث اللغوية (اللسانية)، أما الله سبحانه وتعالى فقادر على كل شيء، و هذا من إعجازات القرآن العجيبة: أن يعبر عن المعنى العميق بألفاظ مختلفة كلها تؤدي المعنى الذي أراده القائل. ولا يمكن أن ينقل لنا القرآن ولو اختلفت الألفاظ غير مراد القائل، وهذا سر من أسراره، أما أنا وأنت (والمحدّثين) فسيكون في كلامنا اختلافاً لعدم علمنا بحقيقة المعنى الذي في ضمير المتكلم. فنحن "نحاول" نقل المعنى اجتهاداً وأما الله فينقل لنا المعنى بالفعل.

وقد قلتَ: يحكي الموقف نفسه، وهذا لا يحدد موقفاً معيناً فالمواقف كثيرة، كقصة موسى مثلا، أما حديثي بالتحديد هو عما يتعلق بنقل كلام القائل من المخلوقين والمخلوقات.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015